تكنولوجيا

بالصور.. العلماء يكتشفون عطر الخلود في مومياء سيدة مصرية


01:34 م


الأحد 03 سبتمبر 2023

نجح علماء في استخلاص الوصفة العطرية التي حافظت على رفات نبيلة مصرية محنطة منذ العام 1450 قبل الميلاد، وأعادوا تركيب ما وصفوه بـ “عطر الخلود”.

ويؤكد هذا العطر على براعة المصريين منذ ما يقارب 3500 عام في حماية أعضاء سينيتناي، وهي من السيدات المعروفات باسم “حلية الملك” وهو لقب مصري قديم مختص بالسيدات ذوات المركز الرفيع، باعتبارها عضوا رئيسيا في حاشية الملك أمنحتب الثاني، بعد أن أرضعته رضاعة طبيعية أثناء طفولته.

وتحتوي رائحة سائل التحنيط مزيجا معقدا من المكونات، منها ذلك روائح شمع العسل التي من شأنها أن تحمي من البكتيريا، ورائحة مادة الكومارين التي تشبه رائحة الفانيليا، ورائحة راتنجات من أشجار عائلة الصنوبر، وحمض البنزويك الذي يمكن العثور عليه في العديد من المصادر النباتية بما في ذلك القرفة والقرنفل.

كما تحتوي الوصفة رائحة مميزة أقل عطرية تشبه رائحة الطرق الأسفلتية حديثا، حيث استخدم المصريون القدماء الحُمَر، أو البتومين في التحنيط لعزل الأعضاء عن الرطوبة والحشرات.

ومع ندرة النصوص من مصر القديمة التي تكشف عن المكونات الدقيقة المستخدمة في عطور تحنيط الجسد والأعضاء للحفاظ عليها في الحياة الآخرة، استخدم العلماء التحليلات الحديثة لفحص المواد.

واكتشف العلماء الذين يدرسون بقايا البلسم المستخدم في تحنيط السيدة النبيلة سينيتناي، أن العديد من مكوناته جاءت من خارج مصر، منها مادة صمغية عطرة تسمى الدمر (أو الراتنج)، والتي يعتقد العلماء أنهم اكتشفوها في سائل التحنيط المستخدم في سينيتناي، ومن المحتمل أن يكون مصدر الدمر من أشجار مجنحية الثمر التي تنمو في جنوب شرق آسيا.

وإذا تم تأكيد وجود الدمر، فهذا يشير إلى أن المصريين القدماء تمكنوا من الوصول إلى جنوب شرق آسيا قبل ألف عام تقريبا مما أشارت إليه الأدلة سابقا.

وقالت باربرا هوبر، التي قادت الدراسة من معهد ماكس بلانك لعلم الأرض الجيولوجية: “تظهر هذه النتائج مدى تقدم عملية التحنيط المصرية القديمة”، حسب موقع ساينس ألرت.

وعمل العلماء بشكل وثيق مع صانعة العطور الفرنسية كارول كالفيز وعالمة المتاحف الحسية صوفيا كوليت إيريش لإعادة تكوين رائحة سائل التحنيط.

ووصف العلماء المكونات الستة المعقدة لسائل التحنيط في مجلة Scientific Reports. وتشير هذه المكونات المعقدة إلى الامتياز الاستثنائي الذي تتمتع به سينيتناي، والذي يظهره أيضا من وجودها في وادي الملوك، وهي مقبرة مخصصة عادة للملوك والنبلاء الأقوياء.

وقالت هوبر: “إن رائحة الخلود تمثل أكثر من مجرد رائحة عملية التحنيط. إنها تجسد الأهمية الثقافية والتاريخية والروحية الغنية للممارسات الجنائزية المصرية القديمة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *