تكنولوجيا

رحلة تاريخية.. بدء مهمة البحث عن سر الكون والمادة المظلمة


09:25 م


السبت 01 يوليو 2023

يبدأ المسبار الفضائي الأوروبي “إقليدس” اليوم السبت رحلة تاريخية تبدأ من قاعدة كاب كانافيرال في ولاية فلوريدا الأمريكية، لكشف أحد أهم الألغاز في علم الفلك والمتمثل في مادتين مظلمتين غامضتين تشكلان 95% من الكون ولا تتوافر عنهما أي معلومات دقيقة.

وينطلق إقليدس على متن صاروخ “فالكون 9” المصنوع من شركة “سبيس إكس”.

ومن المقرر أن يصل إلى موقعه النهائي، على بعد 1.5 مليون كيلومتر من الأرض، ومن هناك، سيرسم “إقليدس”، خريطة ثلاثية الأبعاد للكون، تشمل ملياري مجرة على جزء يغطي ثلث القبة السماوية.

ويأتي اسم إقليدس من عالم الرياضيات اليوناني الشهير أقليدس، صاحب الفضل في العلوم الهندسية.

وسيكون البُعد الثالث للخريطة هو الوقت: فمن خلال التقاط الضوء الذي استغرق بلوغه إلينا من المجرات ما يصل إلى 10 مليارات سنة، سيتعمق “إقليدس” في الماضي السحيق للكون، البالغ من العمر 13.8 مليار سنة.

ويكمن الهدف في إعادة بناء تاريخ الكون من خلال تجزئته إلى “أجزاء زمنية”، حسب قول عالم الفيزياء الفلكية يانيك ميلييه، رئيس اتحاد “إقليدس” الذي يضم 16 دولة.

ويأمل القائمون على المهمة في أن يساعد ذلك في الكشف عن الآثار التي خلفتها المادة المظلمة والطاقة المظلمة أثناء تكوين المجرات.

المادة المظلمة والطاقة المظلمة ذات طبيعة غير معروفة، ولكن يبدو أنهما تتحكمان في الكون الذي يتكون بنسبة 5% فقط من مادة مرئية “عادية”، وهذا النقص في المعرفة يصفه رئيس مهمة “إقليدس” جوزيبي راكا بأنه مصدر “إحراج كوني”.

من دون هذه المعلومات، لا يمكن للعلماء شرح كيفية عمل الكون، ويعود تاريخ اللغز إلى ثلاثينيات القرن الماضي، عندما افترض عالم الفلك السويسري فريتز زويكي، خلال مراقبة عنقود مجرات كوما، أنّ جزءاً كبيراً من كتلته كان غير مرئي.

وبعد ما يقرب من 100 عام، أصبح وجود هذه المادة المفقودة التي توصف بالسوداء لأنها لا تمتص الضوء ولا تعكسه، موضع إجماع، وفقا لموقع إندبندنت.

وفي نهاية التسعينيات، اكتشف علماء الفلك اختلالاً ثانياً، على مقياس الكون بأكمله، يتمثل في أنّ المجرات تبتعد عن بعضها بسرعة أكبر، تحت تأثير قوة طاردة تُسمى الطاقة المظلمة.

ويُتوقع أن يكون هذا التسارع في توسع الكون بدأ قبل 6 مليارات عام، وبالعودة في الزمن 10 مليارات عام إلى الوراء، يمكن لـ”إقليدس” ملاحظة التأثيرات الأولى للطاقة المظلمة وتحديدها بشكل أفضل، كما يأمل القائمون على المهمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *